للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأن قبره المعطر الكريم لأثبت في سنده التاريخي من كل تواريخ العظماء وجميع أصحاب الدعوات.

فماذا يعرفه الناس عن ذرادشت وكوفشيوس؟

وماذا يعرفه التاريخ عن سولون وسقراط؟

وماذا يعرفه التاريخ عن موسى وعيسى؟

أما قبر محمد -صلى الله عليه وسلم- فهو منزله الذي كان يعيش فيه، وتلقى فيه الوحي، وخرج منه للجهاد الخالص في سبيل الله، وهو المشكاة التي شع نورها على الدنيا بأسرها.

ولا يزال المسلمون ينشدون إلى الروضة الشريفة وهم على ثقة أن هنا كان يجلس النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان يستقبل الوفود، ويدرب الجيش على السلاح, ويلقي مواعظه وتوجيهاته, فتنشد قلوبهم الطيبة مع الذكريات العظيمة, وهم يؤمنون أن هنا كان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- معلم البشر أجمعين١.

ومنذ القدم والرسول -صلى الله عليه وسلم- قد رسم للعمل مع الجماعة منهج الاستقطاب كعامل مثير مغير للبيئة إلى الاتجاه الأفضل المرغوب فيه.

لقد قلقلت الدعوة الإسلامية كل الثقافات الموروثة في البيئة العربية؛ لتحل محلها تصورا جديدا في العقيدة, والأخلاق, والمعاملات. وقد أنشد المجتمع تلقائيا إلى هذا الاستقطاب الذي أحاط بالمنطقة كلها منذ فجر الإرهاصات بالنبوة.


١ راجع حول هذه المعاني: الرسالة المحمدية للأستاذ سليمان الندوي، ص٥٩، ٦٣.

<<  <   >  >>