لعل الله أن يشفيه على يدي. قال: فلقيت محمدا فقلت: إني أرقي من هذه الرياح وإن الله يشفي على يدي من يشاء فهلم. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:"إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونؤمن به, ونتوكل عليه, ونعوذ به من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأن محمدا عبده ورسوله". فقال ضماد: أعدهن علي, فأعادهن. فقال: والله لقد سمعت قول الكهنة وقول السحرة وقول الشرك فما سمعت مثل هؤلاء الكلمات, ولقد بلغن قاموس البحر فهلم يدك أبايعك على الإسلام فبايعه١.
لقد فشلت أسلحة الدعاية وخابت مساعي المتهوكين وما زالت القافلة تسير غير آبهة بمعوق.
ففي السيرة لابن هشام: أن عشرين رجلا, أو قريب من ذلك من النصارى قدموا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو بمكة حين بلغهم خبره من الحبشة فوجدوه في المسجد فجلسوا إليه وكلموه وسألوه عن رجال من قريش في أنديتهم حول الكعبة.
فلما فرغوا من مساءلة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عما أرادوا دعاهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الله عز وجل وتلا عليهم
١ الخصائص الكبرى ج١ ص٣٣٤، حياة الصحابة ج١ ص٥٣، الوفا ج١ ص٢٠٠, السيرة لابن كثير ج١ ص٤٥٣، الحلبية ج١ ص٣٨٤, السيرة لابن كثير ج٢ ص٤٠، دلائل النبوة للبيهقي ج٢ ص١٠، ١١.