الرهيب ويرمي في البحر في تابوت من الخشب ويلقيه اليم إلى ساحل فرعون العاتي القاسي المتجبر الذي أصدر أوامر الإعدام على الأطفال الرضع، وإذن فكيف ينجو موسى؟
ويلقي الله العلي العظيم في قلب آسيا رقة ورأفة بموسى فتقول لهم:{لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا} , وهي إشارة بعيدة إنها هي المتحدثة هي القائلة:{عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا} فالمنفعة لها لصنفها لمؤمنات مثلها.
ويعاف موسى الأثداء كلها, وكانت أخته تقصه ثم تدخل القصر وتقول لهم:{هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ} .
ويعود موسى إلى أمه كما وعد الله جل شأنه.
كيف كانت أخت موسى تقصه؟
وكيف استطاعت أن تصل إلى مستوى المشورة والتناصح للقصر الفرعوني؟
وكيف لا يشك في موسى وقد عاد إلى بيت من بيوت بني إسرائيل؟
ذلك كله أمر الله وجلاله وقدرته يقدمها القرآن في العصر المكي نموذجا لمضايق العمل الإسلامي, وكيف ينقيها الله من عتو الجاهلين.
ثم يشب موسى ويدعو إلى الإصلاح, وتضطره الظروف إلى الهجرة وفي الطريق لا تتركه الأحداث هادئا فيرى على ماء مدين