للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ووجودها في السور بتسلسلها على التدرج في التبليغ وهو المنهج الطبيعي الذي دائما يستخدمه القرآن الكريم وهو كذلك منهج يتمشى مع طبائع الأشياء يتدرج من الأدنى إلى الأعلى، ويتصاعد من القليل إلى الكثير, حتى يشمل الدائرة التي يهدف إليها.

ولكن ابن القيم الجوزية قسم مراتب الدعوة هكذا دون اعتماد على أصل أو ضابط, ولعل عذره أن العمل الأكاديمي للدعوة الإسلامية لما يتهيأ له بعد الجو العلمي الذي يسمح بمثل هذه الدراسات وعلى كل فجزاه الله خيرا ونفع بعلمه.

كذلك لم أحظ بشرف المتابعة للتقسيم الذي ذكره شيخي فضيلة الدكتور المرحوم العلامة محمد بن فتح الله بدران طيب الله ثراه وتغمده برحمته وأفسح له في قبره وتقبل عمله في الصالحين.

لأنه وصل مرحلة إعداد القيادة وهي مرحلة العمل السري للدعوة بمرحلة، {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} وهي المرحلة التي نفذ بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمر الله تعالى بأن يصدع بما يؤمر قال ابن هشام: ثم إن الله عز وجل أمر رسوله -صلى الله عليه وسلم- أن يصدع بما جاءه منه, وأن يبادئ الناس بأمره وأن يدعو إليه، وكان بين ما أخفى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمره واستتر به إلى أن أمره الله تعالى بإظهار دينه ثلاث سنين, فيما بلغني من مبعثه. ثم قال الله تعالى له: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} وقال تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِين} ١.


١ ابن هشام ج١ ص٢٦٢، راجع الطبري ج١٤ ص٦٨، محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- محمد رضا ص٨٢، راجع تاريخ الطبري ج٢ ص٣١٨.

<<  <   >  >>