للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فوالله ما زال العلماء يخيرون أنه يخرج من بني عبد المطلب نبي، فهو هو، قال: هذا والله الباطل والأماني, وكلام النساء في الحجال، إذا قامت بطون قريش, وقامت معها العرب فما قوتنا بهم فوالله ما نحن عندهم إلا أكلة رأس، فقال أبو طالب, والله لنمعنه ما بقينا.

ثم دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- جميع قريش, وهو قائم على الصفا وقال: "إن أخبرتكم أن خيلا تخرج من سنح" "سفح" هذا الجبل تريد أن تغير عليكم أكنتم تكذبوني؟ ", قالوا ما جربنا عليك كذبا, فقال: "يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أغني عنكم من الله شيئا، إني لكم نذير مبين بين يدي عذاب شديد" ١.

والنص الذي ساقه صاحب الحلبية يفيد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يلح في دعوة أهله وعشيرته٢, وكان يزاوج في استخدامه لوسائل التبليغ بين الحديث الشخصي والندوة والمؤتمر المؤقت, فهو يتحدث إليهم في جو عائلي ويكرر هذا اللقاء, ثم يصعد على الصفا ويناديهم, ففي البخاري:

لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} صعد النبي -صلى الله عليه وسلم- على الصفا, فجعل ينادي: "يا بني فهر! يا بني عدي! " لبطون قريش حتى اجتمعوا, فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو؟ فجاء أبو لهب وقريش فقال: "أرأيتكم


١ الحلبية ج١ ص٣٢١.
٢ راجع روح المعاني ج١٩ ص١٣٥.

<<  <   >  >>