عليه وسلم "يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني قد جئتكم بأمر الدنيا والآخرة" ١.
هذه محاولة أولى مع عشيرته الأقربين وخطوة أساسية في وسيلة تبليغ الدعوة عن طريق اللقاء الشخصي, وهو أجدى وسائل العمل الاجتماعي في كل عصر وحين، ولهذا كرر النبي -صلى الله عليه وسلم- اللقاء بعشيرته في الحلبية: فجمعهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثانيا وخطبهم، ثم قال لهم:"إن الرائد لا يكذب أهله، والله لو كذبت الناس جميعا ما كذبتكم، ولو غررت الناس جميعا ما غررتكم، والله الذي لا إله إلا هو إني لرسول الله إليكم خاصة، وإلى الناس كافة، والله لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقظون, ولتحاسبن بما تعملون، ولتجزون بالإحسان إحسانا وبالسوء سوءا، وإنها لجنة أبدا أو لنار أبدا، والله يا بني عبد المطلب ما أعلم شابا جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني قد جئتكم بأمر الدنيا والآخرة" , فتكلم القوم كلاما لينا غير أبي لهب فإنه قال: يا بني عبد المطلب هذه والله السوأة، خذوا على يده قبل أن يأخذ على يده غيركم فإن أسلمتموه حينئذ ذللتم وإن منعتموه قتلتم.
فقالت أخته صفية عمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رضي الله تعالى عنها: أي أخي! أيحسن بك خزلان ابن أخيك.
١ دلائل النبوة للبيهقي ج١ ص٤٢٨، ٤٢٩، وهذه الرواية نظيفة من الزيادة التي رواها الطبري في تفسيره ج١٩ ص١٢١، ١٢٢، وردها ابن كثير في السيرة ج١ ص٤٥٩، والحلبية ج١ ص٣٢٢، ولهذا لم أعتمد على رواية الطبري في التفسير راجع الوفاء ج١ ص١٨٤، ١٨٥، الخصائص الكبرى ج١ ص٣٠٦- ٣٠٩, الكامل في التاريخ ج٢ ص٦٢-٦٣، تفسير بن كثير ج٣ ص٣٥١.