وأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- استخدم في هذه المرحلة وسيلتين للتبليغ:
١- اللقاء الشخصي فيما صنعه سيدنا علي رضي الله عنه من طعام مرات تمكن في آخرها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من تبليغ رسالته.
وهذه الرواية على ما ذكره ابن كثير في سيرته أو ما ذكره الطبري في تفسيره تفيد حدوثها تاريخيا بغض النظر عن الزيادة التي لم يقبلها ابن كثير وصاحب الحلبية١.
٢- والوسيلة الثانية المؤتمر المؤقت على نحو ما ذكره الإمام البخاري فيما نقلته عنه سالفا.
٣- أخبار العلماء السابقين بنبوة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وذلك يؤكد مرحلة التمهيد للدعوة.
لقد كلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بإنذار أهله بعد مرحلة التبليغ السري لإعداد القيادة حتى تكون عشيرته لمن سواهم عبرة, فهؤلاء مع قربهم وقرابتهم من النبي -صلى الله عليه وسلم- يتهددهم العذاب لو بقوا على الشرك لا يؤمنون، وقد أخرج مسلم والترمذي بإسناده عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: لما نزلت هذه الآية
١ السيرة لابن كثير ج١ ص٤٥٩، الحلبية ج١ ص٣٢٢ ففيهما أنكرا الزيادة المذكورة "أخي ووزيري" ومع رفض الزيادة فالحادثة صحيحة، راجع روح المعاني ج١٩ ص١٣٥.