للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قريشا فعم وخص, فقال: "يا معشر قريش! أنقذوا أنفسكم من النار. يا معشر كعب! أنقذوا أنفسكم من النار. يا فاطمة بنت محمد! أنقذي نفسك من النار, فإني والله لا أملك لكم من الله شيئا إلا أن لكم رحما سأبلها ببلالها".

ففي هذه النصوص توضيح شفاف لكيفية تلقي الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكيف بلغه لعشيرته الأقربين، ونفض يديه الكريمتين من أمرهم، ووكل موقفهم وشئونهم إلى ربهم, وبين لهم أن قرابتهم له لا تنفعهم شيئا إذا لم ينفعهم عملهم، وبأنه لا يملك لهم من الله شيئا وهو رسول الله، وهذا هو الإسلام في نصاعته: أنه يتقي الوساطة بين الله وعباده، حتى ولو كانوا أقرباء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما لم يكونوا مسلمين١.

{وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} ٢.


١ مع تصرف في ظلال القرآن ج١٩ ص١١٧، من راجع هذا البحث الخصائص ج١ ص٣٠٦-٣٠٩, الوفا بأحوال المصطفى ج١ ص١٨٢ -١٨٥ تاريخ الطبري ج٢ ص٣١٩-٣٢٢ الطبقات ج١ ص٢٠٠، دلائل النبوة البيقهي ج١ ص٤٣١، ٤٣٢, مسلم ج١ ص١٩٢، ١٩٣, اللؤلؤ والمرجان ج١ ص٥٢.
٢ الآية رقم ٢٢ من سورة لقمان.

<<  <   >  >>