للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي سبيل تبليغ الرسالة طاف الرسول عليه الصلاة والسلام بعيدا يدعو الناس في ديارهم, لقد ذهب إلى الطائف, وعمد إلى نفر من ثقيف هم يومئذ سادة ثقيف وأشرافهم وهم إخوة ثلاثة:

عبد ياليل بن عمرو بن عمير.

ومسعود بن عمرو بن عمير.

وحبيب بن عمرو بن عمير.

لقد جلس إليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعوهم إلى الله، كلمهم بما جاءهم به من الحق والهدى وطلب نصرته على الإسلام, فتفلسفوا عليه لقد ركبوا عقولهم وامتطوا أهواءهم.

قال له متشدقهم: أما وجد الله أحدا يرسله غيرك؟

وقال فيلسوفهم: والله لا أكلمك أبدا لئن كنت رسولا من الله كما تقول, لأنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلام.

ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي لي أن أكلمك.

لقد رفضوا نصرة النبي -صلى الله عليه وسلم- فطلب منهم مبدأ عاديا هو مبدأ خلقي يلتزمه الفرد العادي لقد طلب منهم أن يكتموا أمره. ولكنهم لم يفعلوا وأفشوه وتمادوا في الضلالة, وأغروا به عبيدهم وسفهاءهم يسبونه ويصيحون به حتى اجتمع عليه الناس وألجئوه إلى حائط لعتبة بن ربيعة وأخوه شيبة بن ربيعة وهما فيه١.


١ مع تصرف ابن هشام ج١ ص٤١٩، ٤٢٠، دلائل البيهقي ج٢ ص١٥٩، الكامل في التاريخ ج٢ ص٩١ راجع المواهب ج١ ص٢٩٧، ٢٩٨، تاريخ الطبري ج٢ ص٣٤٤، ٣٤٥.

<<  <   >  >>