للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الثانية: أن القرآن الكريم رفض كل اقتراح مادي فيما يتعلق بطلب المعجزات كثمن لدخولهم في الإسلام.

{وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ, وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُون, وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ} ١.

{وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} ٢.

وإلى جوار هاتين الحقيقتين القرآنيتين يقرر التاريخ موقفين:

الأول: رفض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كل مساومة تتجه بالرسالة إلى غير هدفها الأسمى {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} وفي هذا يحفظ التاريخ المقالة الخالدة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد تكأكأ عليه القوم في منزل أبي طالب:

"والله لو وضعوا الشمس في يميني, والقمر في يساري, ما تنازلت عن هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه" ٣.


١ الآيات من رقم ٧-٩ من سورة الأنعام.
٢ الآية رقم ٥٩ من سورة الإسراء.
٣ الحلبية ج١ ص٣٢٣، تاريخ الطبري ج٢ ص٣٢٣، السيرة لابن هشام ج١ ص٢٦٦.

<<  <   >  >>