الثاني: أن القرشيين مع مجابهتهم دعوة الله, فقد اعترفوا بالرسالة للنبي -صلى الله عليه وسلم- على نحو ما ذكره أبو جهل والنضر بن الحارث١، ولكنهم مع هذا جابهوا الدعوة, ووقفوا لها بالمرصاد, وصبوا عليها جام غضبهم مع ما تحلى به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من رفيع الخلق، وكريم السجايا، وعظيم الحلم، وطول الصبر، فكانت تلك المجابهة تحدد ظاهرة طبيعية في العمل من أجل الدعوة.
لقد أصبح من مظاهر العمل للدعوة الإسلامية أنه لا بد وأن تعاني مجابهة وخصومة، وقد تكون المجابهة القاسية من أقرب الناس إلى الداعية.
ومن واقع الأحداث التاريخية التي شنها القرشيون على الدعوة تبدو معالم الطريق دائما, وهي كما وقعت منذ فجرها تدور حول:
١- الداعية واتباعه وما قدمه المشركون في مكة من صنوف الأذى للدعوة والداعية, وهي تصوير للمعالم التاريخية للدعوة في عهدها المكي.
٢- الأسباب التي دفعت بهم إلى هذه المجابهة, وتشكل خطا دائما في بقاء هذه المواجهة.