للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- أنهم لووا رءوسهم لما دعاهم إلى دين الله دون نظر.

فلماذا رفضوها دون نظر؟

{وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} ١.

ما أكثر الآيات الدالة على وحدانية الله جل شأنه المعرِّفة لجلال قدرته؟ إنها مبثوثة في تضاعيف الكون معروضة للأبصار والبصائر في السموات وفي الأرض وفي النفس ذاتها {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} ولكنهم لا يرونها ولا يسمعونها ولا يحسون بها.

أما لماذا قالها أبو لهب وهو عم النبي -صلى الله عليه وسلم؟

لقد قالها ليشعر بأنه انتقم لنفسه من محمد -صلى الله عليه وسلم- فقد قيل: إن أبا طالب لاحى أبا لهب, فقعد أبو لهب على صدر أبي طالب, فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخذ بضبعي أبي لهب, فضرب به الأرض, فقال له أبو لهب: كلانا عمك، فلم فعلت بي هذا؟ والله لا يحبك قلبي أبدا٢.

وهو وإن كان منطقا صبيانيا غير أنه مقبول في وسط قوم يتناحرون على الشرف والكرامة, ولهم مفاهيم خاصة لمعنى الشرف والكرامة.


١ الآية رقم ١٠٥ من سورة يوسف.
٢ فتح الباري ج١٠ ص٣٦٨.

<<  <   >  >>