لقد خبأها أبو لهب في صدره زمنا طويلا حتى جاءت لحظة التحويل العظيم من الجاهلية بكل مفاهيمها إلى الإسلام بنورانيته الجليلة, فلم يجد أبو لهب في صدره غير الغل القديم، فنافس الدعوة وطمس قلبه وأعمى عينيه, فكانت هذه واحدة من أسباب المجابهة والكفر معا.
٢- إغراء أبي طالب:
استمر النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعوته, ومضى يظهر دين الله, ويدعو إليه على بصيرة حتى شرى الأمر, فاحمرت وجنتا المجابهين للدعوة وفكروا في التماس طريق للصد عنها, وكان في مقدمة محاولاتهم إغراء أبي طالب, فسعوا عنده ثلاث مرات:
١- في الأولى قالوا له:
يا أبا طالب! إن ابن أخيك قد سب آلهتنا وعاب ديننا وسفه أحلامنا وضلل آباءنا, فإما أن تكفه عنا, وإما أن تخلي بيننا وبينه, فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه فنكفيكه، ولكن أبا طالب ردهم ردا رقيقا وانصرفوا وما لإغرائهم عنده أدنى أثر، لقد ضاع جهاد أبطال المجتمع هباء في هذه المرة التي تصدى للعمل فيها مشيخة العرب:
عتبة وشيبة ابنا ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف.
وأبو سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.
وأبو البحتري: العاص بن هشام بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب.