للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأرسلوا عتبة بن ربيعة, وكنيته "أبو الوليد", فكلم النبي -صلى الله عليه وسلم- وعرض عليه أمورا لعله يقبل بعضها, فيعطوها له ويكف عنهم,

وقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يابن أخي! إنك منا حيث قد علمت من السلطة في العشيرة, والمكان في النسب, وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم, فرقت به جماعتهم, وسفهت به أحلامهم, وعبت به آلهتهم ودينهم, وكفرت به من مضى من آبائهم، فاسمع مني أعرض عليك أمورا تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها؛ يابن أخي! إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت تريد به شرفا سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك، وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب, وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه, فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه".

لقد كان عتبة بهذا العرض يتحدث باسم مشيخة العرب, فقد فوضوه في حسم الأمر والاتفاق مع محمد -صلى الله عليه وسلم- على أي أمر يحب.

يقول ابن هشام:

"اجتمع عتبة بن ربيعة, وشيبة بن ربيعة، وأبو سفيان بن حرب، والنضر بن الحارث، وأبو البحتري بن هشام، والأسود بن المطلب،

<<  <   >  >>