للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي الحلبية أن عقبة بن أبي معيط وطئ على رقبته -صلى الله عليه وسلم- وهو ساجد حتى كادت عيناه تبرزان، ومرة وضع ثوبا على عنقه وخنقه خنقا شديدا، فأقبل أبو بكر -رضي الله تعالى عنه- وأخذ بمنكبيه ودفعه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله؟ ١

ويستمر عقبة بن أبي معيط في أفعاله الصبيانية فيبصق في وجه النبي -صلى الله عليه وسلم- استجابة لرغبة صديقه اللدود أبي بن خلف لما بلغه أن عقبة نطق بشهادة التوحيد إرضاء لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في وليمة كان أعدها عقبة إثر عودته من سفر ودعا إليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ورفض الرسول أن يأكل منها حتى يسلم, فلما بلغ ذلك أبي بن خلف، قال له: وجهي من وجهك حرام إن لم تأته فتتفل في وجهه ففعل عقبة فأنزل الله تعالى فيه: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} ٢.

قال في الحلبية: قال الضحاك: لما بزق عقبة لم تصل البزقة إلى وجه النبي -صلى الله عليه وسلم- بل وصلت إلى وجهه هو كشهاب نار, فاحترق مكانها وكان أثر الحرق في وجهه إلى الموت٣.

وكانت أم جميل "أروى بنت حرب بن أمية" زوجة أبي جهل وهي سيدة من كبار بيوتات قريش أخت أبي سفيان بن حرب من


١ الحلبية ج١ ص٣٣٠, فتح الباري ج٨ ص١٦٨، السيرة لابن كثير ج١ ص٤٧٠، المواهب ج١ ص٢٥١.
٢ ابن هشام ج١ ص٣٦١, أسباب النزول للواحدي ص٣٤٧.
٣ الحلبية ج١ ص٣٥٣، ٣٥٤.

<<  <   >  >>