أماجد سلالة حرب بن أمية، كانت تتولى بنفسها جمع القاذورات من الطريق لتلقيها على باب منزل النبي -صلى الله عليه وسلم- كتعبير عن انفعالاتها السيئة نحو المبعوث رحمة للعالمين١.
ويأتي دور سيد الجهلاء والجاهليين، المغيرة بن هشام المخزومي المعروف في التاريخ بكنيته المشهورة "أبو جهل" لقد كان سفسطائيا في منطقه وسلوكه.
قال أبو جهل يوما لقريش: يا معشر قريش! إن محمدا قد أبى إلا ما ترون من عيب ديننا وشتم آبائنا وتسفيه أحلامنا وشتم آلهتنا, وإني أعاهد الله لأجلسن له غدا بحجر ما أطيق حمله، فإذا سجد في صلاته فضحت به رأسه فأسلموني عند ذلك أو امنعوني, فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف ما بدا لهم.
قالوا: والله لا نسلمك لشيء أبدا فامض لما تريد.
فلما أصبح أبو جهل أخذ حجرا كما وصف، ثم جلس لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينتظره, وغدا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما كان يغدو، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة, وقبلته إلى الشام فكان إذا صلى، صلى بين الركن اليماني والحجر الأسود.
وجعل الكعبة بينه وبين الشام فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي، وقد غدت قريش، فجلسوا في أنديتهم ينتظرون ما أبو جهل
١ فتح الباري ج١٠ ص٣٦٩، راجع من أفعالها ما رواه صاحب الحلبية ج١ ص٣٢٥، رواية الحلبية ج١ ص٣٢٥.