وتفنى الأسرة كلها فداء لدين الله, وتتأبى أسرة عمار بن ياسر على كبرياء قريش, وتقدم للدعوة نموذجا حيا في مكافحة شهوة الكفر, فتستعذب العذاب في سبيل الله، وتنجو من راحة الجسد في كنف الشيطان وتفوز بهذا الوعد الكريم.
عن أم هانئ قالت: فمر بهم النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال:"صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة. اللهم لا تعذب من آل ياسر أحدا بالنار" ١.
وفتح آل ياسر بشهادة سمية بابا للنصر لا يعرفه إلا الأوفياء المخلصون في الجهاد لتكون كلمة الله وحدها هي العليا, فكانت سمية أول شهيد في الإسلام.
٣- خباب بن الأرت:
خباب بن الأرت من بني تميم أو من خزاعة سبي في الجاهلية, فاشترته امرأة تسمى أم أنمار وكان حدادا يصنع السيوف، صدق برسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعذبته أم أنمار مشتركة بتعذيبه في الموجة العامة التي شنتها قريش على ضعفاء المسلمين من التعذيب والإرهاب، وقد تناقلت كتب السيرة والحديث شكوى خباب بن الأرت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من كثرة ما يلاقيه وأصحابه من التنكيل, ففي البخاري: عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: