والمعجزات المادية تأتي لرسالات محدودة وقوم مخاطبون بإصلاح أنفسهم من نبي خاص لهم فإذا لم ينصاعوا حقت عليهم الإبادة كمثل الذين خلوا من قبل.
على أن الخوارق ليست مما يغني النبي في دعوة المكابر المفتون, فإنه يزعم أنها ضرب من السحر١.
ولقد انصدع قلب أبو جهل رعبا لما طرق النبي -صلى الله عليه وسلم- بابه وأمره أن يسدد الدين الذي عليه للأراشي. وأطاع وخضع ودفع الدين, ولكنهم فسروا هذا الانصياع بالسحر.
ومرة أخرى يتوعد أبو جهل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بإلقاء حجر عليه ويمضي ليفعل فإذا هو راجع يلبس ثوب الخوف وخفي الهلع, فلما سئل وأجاب عما رآه قالوا لقد سحرك.
وعقبة بن ربيعة والوليد بن المغيرة لما سمعا القرآن ورقت أفئدتهما وهشوا وبشوا للكتاب العزيز, قالوا لهما: لقد سحركما.
وقد ضرب القرآن الكريم أمثلة للذين كانوا يشاهدون الآيات ثم لم يؤمنوا بها، لقد ضرب المثل بقوم ثمود الذين جاءتهم الناقة وفق ما طلبوا واقترحوا وكانت آية واضحة لكنهم ظلموا بها وأوردوها مورد الهلكة فأخذهم الله أخذة رابية، وأهلكوا بالطاغية.
هذه التجارب اقتضت أن تجيء الرسالة الأخيرة غير مصحوبة بخوارق مادية؛ لأنها رسالة الإنسان على وجه الأرض، إنها رسالة