للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأجيال المتعاقبة جميعا، وهي رسالة الرشد البشري تخاطب في الإنسان مداركه وعقله ووجدانه جيلا إثر جيل، إنها رسالة تحترم الإنسان وتميزه ببشريته عن كل ما خلق الله من ذي روح ونفس رطبة.

وآية هذا الخطاب هي معجزة القرآن ذاته وهو كتاب مقدس لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أبدا, إنه يرسم منهجا كاملا للحياة، ويخاطب الفكر والقلب ويلبي الفطرة القوية، ثم يبقى مفتوحا للأجيال المتعاقبة كلها تقرؤه وتتدبره وتؤمن به وتطبقه إلى يوم القيامة لتحظى في الدارين بالسعادة ورضوان الله١.

أما الخوارق التي وقعت للرسول -صلى الله عليه وسلم- فإنها لم تتخذ إطار المعجزة التي تقوم برهانا على صدق الرسالة والنبوة، وفي مقدمتها انشقاق القمر.

فهو على الرغم من أنه حدث وقع تاريخيا وثبت بالسنة على نحو ما رواه البخاري: انشق القمر ونحن مع النبي -صلى الله عليه وسلم- بمنى فقال: "اشهدوا" , وذهبت فرقة نحو الجبل. وقال أبو الضحى عن مسروق عن عبد الله: انشق القمر بمكة. وتابعه محمد بن مسلم عن ابن نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله٢.


١ في ظلال القرآن ج١٥ ص٤٩.
٢ فتح الباري ج٨ ص١٨٣، راجع اللؤلؤ والمرجان ج٣ ص٢٨٠، باب انشقاق القمر مسلم ج٤ ص٢١٥٨.

<<  <   >  >>