تلك هي جملة من الأسباب التي يمكن أن تفسر لنا لماذا كفرت قريش وردت دعوة الله, وهم يعلمون أنها الحق المبين من ربهم ورب جدهم إبراهيم عليه السلام.
١- الاستعلاء والتكبر:
في أوبة من رحلة بعيدة دار حديث بين أمية بن أبي الصلت, وأبي سفيان بن حرب.
قال أمية لأبي سفيان:
يا أبا سفيان هل لك أن تتقدم على الرفقة فنتحدث؟
قال أبو سفيان: نعم.
وفعلا الرجلان وتحدثا عن شأن النبوة القادمة المنتظرة.
قال أمية: إني كنت أجد في كتبي نبيا يبعث من حرتنا هذه فكنت أظن, بل كنت لا أشك أني أنا هو، فلما دارست أهل العلم إذا هو من بني عبد مناف, فنظرت في بني عبد مناف فلم أجد أحدًا يصلح لهذا الأمر غير عتبة بن ربيعة, فلما أخبرتني بسنه عرفت أنه ليس هو حين جاوز الأربعين ولم يوح إليه.
قال أبو سفيان: فضرب الدهر ضربة فأوحى إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخرجت في ركب من قريش أريد اليمن في تجارة, فمررت بأمية فقلت له كالمستهزئ به: يا أمية قد خرج النبي الذي كنت تنعته؟