للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: ما يمنعني إلا الاستحياء من نساء ثقيف إني كنت أحدثهن أني هو ثم يرينني تابعا لغلام من بني عبد مناف١.

إنه الحسد والكبر إنه كان يريد أن يكون هو النبي، وأراد أن يكون النبي من قبيلته، ثم هو يتكبر أن يتبع محمدا -صلى الله عليه وسلم- خوفا على كبريائه من فتيات قريش يعيرنه أنه صار تابعا بعد أن كان يدعي أنه النبي المنتظر.

واستمع رجال ثلاثة من قريش إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في جوف الليل، وهو يصلي ويقرأ القرآن وعاودوا هذه المرة ثلاثا دون اتفاق منهم على اللقاء على الرغم من اتفاقهم على عدم العودة وهؤلاء الثلاثة هم: أبو سفيان بن حرب وأبو جهل والأخنس ابن شريق.

فلما كانت المرة الثالثة وتعاهدوا ألا يرجعوا إليها ذهب الأخنس بن شريق يسأل أبا جهل رأيه فيما سمع, فقال أبو جهل:

"ماذا سمعت: تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف أطعموا فأطعمنا, وحملوا فحملنا, وأعطوا فأعطينا حتى إذا تحاذينا على الركب, وكنا كفرسي رهان قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى تدرك مثل هذه, والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه"٢.


١ السيرة لابن كثير ج١ ص١٢٩، ١٣٠.
٢ السيرة لابن هشام ج١ ص٣١٦، راجع الخصائص الكبرى ج١ ص٢٨٦.

<<  <   >  >>