للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بجاهلية المقاييس التي لا تقرها قواعد, ولا تقيم لها وزنا, وقد قالها الذين كفروا من قبل فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون.

٥- الحساسية:

أ- الحسد. يقول ابن هشام:

فلما جاءهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما عرفوا من الحق، وعرفوا صدقه فيما حدّث، وموقع نبوته فيما جاءهم به من علم الغيوب حين سألوه عما سألوه عنه, حال الحسد منهم له بينهم وبين اتباعه وتصديقه, فعتوا على الله, وتركوا أمره عيانا, ولجوا فيما هم عليه من الكفر, فقال قائلهم:

{لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} فإنكم إن ناظرتموه أو خاصمتموه يوما غلبكم١.

كان التطلع إلى الشرف عامل من عوامل الانحراف، قوته مقاييس الجاهلية الأولى واستقبلته بعض النفوس بالأنانية السوداء المردية, وكان من صورتها ومن ضحاياها أمية بن أبي الصلت الذي ردد في شعره توحيدا خالصا, وتمنى نبوة تخبره بما بعد الموت:

ألا رسول لنا منا يخبرنا ... ما بعد غايتنا من رأس محيانا٢

ولكنه يكفر لأن النبوة لم تنزل عليه.


١ ابن هشام ج١ ص٣١٣.
٢ السيرة لابن كثير ج١ ص١٣٣، ١٣٤، راجع كتابنا: بشائر النبوة الخاتمة. سلسلة البحوث الإسلامية.

<<  <   >  >>