للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن كثير: إن أمية قدم المدينة بعد بدر يريد لقاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما قيل له إن عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وهما ابنا خاله قد قتلا في غزوة بدر, وهما الآن يرقدان في القليب جدع أذني ناقته وقطع ذنبها وتهيج بشعر سفيه, ثم رجع إلى مكة وترك الإسلام١.

فيالها من تفاهة وياله من صدأ يفسد النفس التي نطقت غابرا بالتوحيد, فلما جاءها الحق الذي تعرفه حسدت الناس على ما أتاهم الله من فضله.

وما تزال الدعوة الإسلامية حتى يومنا هذا تعاني من هذا الداء الدفين "الحسد" وما أتى الله به بعض دعاته من التوفيق لخدمة رسالة نبيه محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- فهل لهؤلاء إلى خروج من سبيل؟

ب- الخوف على آبائهم في الآخرة: {فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ، يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ، وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ، وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ، وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ، ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ، وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ، تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ، أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ} ٢.

كانت هذه الآيات ونظائرها مما يصور اليوم الآخر, وما فيه من عذاب شديد للكافرين تزعج قلب الرجل المكي؛ لأنه مرتبط في تدينه الوثني بما كان عليه الآباء والأجداد.


١ السيرة لابن كثير ج١ ص١٣٣، ١٣٤.
٢ الآيات من رقم ٣٣-٤٢ من سورة عبس.

<<  <   >  >>