للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدنيا، وقد كانت العادة التي قضى الله بها أن يكون الذين في جانبه قلة {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} ١.

وستبقى للدعوة هذه الميزة ليبلو الله الذين آمنوا ويمحصهم ويمحق الكافرين.

والنماذج التي اخترتها كقواعد تبرز معالم الطريق هي نماذج في مواجهة:

- التسلط البشرى على عباد الله المستضعفين.

- موازين المال والثراء في مواجهة تعللات الكفرة من قريش.

- الإيمان دون سؤال أو طلب دليل.

- أبعاد المعركة بين الداعية وخصومه.

١- في مواجهة السلطة:

جاءت سورة القصص المكية التي نزلت, والمسلمون مستضعفون والمشركون هم أصحاب الجاه والتسلط لنضع الحد الحقيقي لميزان القوى وميزان القيم.

لقد نزلت سورة القصص لتقرر أن هناك قوة واحدة في هذا الوجود هي قوة الله وحده، وأن هناك قيمة واحدة في هذا الكون هي قيمة الإيمان بالله وحده, فمن كانت قوة الله معه فلا خوف عليه, ولو كان مجردا من كل مظاهر القوة، ومن كانت قوة الله عليه فلا أمن له ولا طمأنينة, ولو ساندته جميع القوى التي على ظهر هذه الأرض، ومن كانت له قيمة الإيمان كان الخير كله، ومن فقد هذه القيمة فليس ينفعه شيء ألبتة.


١ من الآية رقم ١٣ من سورة سبأ.

<<  <   >  >>