للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن ثم يقوم كيان سورة القصص على قصتين:

واحدة في البدء هي: قصة موسى وفرعون.

وواحدة في الختام هي: قصة قارون مع قومه.

والقصة الأولى تعرض قوة الحكم والسلطان, قوة الطاغية الديكتاتور المتجبر مع كمال يقظته وحذره وفي مواجهتها, في مواجهة هذه القوة الطاغية الطفل الصغير "موسى"، وهو رضيع لا حول له ولا قوة ولا ملجأ له ولا وقاية، وقد علا فرعون في الأرض واتخذ أهلها شيعا وقال لهم: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} ، وخافوه وصدقوه, ولكن قوة فرعون وجبروته وحذره ويقظته وجنوده لا تغني عنه شيئا فلم يتمكن من موسى وهو طفل، لقد رعته عناية الله ووقته قدرته جل جلاله وهو طفل مجرد من كل حيلة، وفرعون عات جبار، لكن موسى كان في حراسة القوة الحقيقية ترعاه العناية الربانية, وتدفع عنه السوء وتعمي عنه العيون وتتحدى به فرعون وجنوده تحديا سافرا, فتدفع به إلى حجره وتدخل به عليه عرينه بل تقتحم به عليه قلب امرأته، وفرعون مكتوف اليدين إزاءه مكفوف الأذى عنه.

والقصة الثانية تعرض قيمة المال ومعها قيمة العلم، المال الذي يستخف القوم, وقد خرج عليهم قارون في زينته, وهم يعلمون أنه أوتي من المال ما إن مفاتحه لتعيي العصبة من الرجال الأقوياء.

والعلم الذي يعتز به قارون, ويحسب أنه بسببه وعن طريقه أوتي ذلك المال, ولكن الذين أوتوا العلم الصحيح من قومه لا تستخفهم

<<  <   >  >>