للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} ١.

فالآية تقرير لوحدة الوحي، وحدة مصدره, فالموحي هو الله العزيز الحكيم والموحى إليهم هم الرسل على مدار الزمان.

والوحي واحد في جوهره على اختلاف الرسل واختلاف الزمن وهذه الحقيقة تبدو قوية في العهد المكي لتشد أواصر الصلة بين اتباع الوحي في كل زمان ومكان, فهذه أسرتهم تضرب في بطون التاريخ وتمتد جذورها في شعاب الزمن, وتتصل كلها بالله في البدء والنهاية فليتقوا جميعا، وفي مسلم: "الأنبياء إخوة من عَلات وأمهاتهم شتى ودينهم واحد" ٢.

وإذا كان الذي شرعه الله من الدين للمسلمين الذين آمنوا بمحمد -صلى الله عليه وسلم- هو ما وصى به نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى فإن الغاية العظمى هي:

{أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} فليقفوا جميعا تحت هذه الراية صفا واحدا، هذه الراية التي رفعها موكب الأنبياء على التوالي:

نوح وإبراهيم وموسى وعيسى صلوات الله عليهم حتى انتهت إلى سيدنا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام.


١ الآية رقم ١٣ من سورة الشورى.
٢ مسلم ج٤ ص١٨٣٧ راجع ظلال القرآن ج٢٥ ص٧، ١١ ج٨ ص١١٣.

<<  <   >  >>