للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويتولى القرآن الكريم الإجابة على ضجيجهم وتمتلئ السور المكية بحشد جليل من الآيات التي تفند هذه المزاعم الصغيرة في دوافعها وغاياتها.

أما فيما يتعلق بالضجة الأولى:

{مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ} فإن القرآن الكريم يردها من زاويتين:

١- زاوية اعترافهم بأهل الكتاب.

٢- وزاوية الأساس الدافع لهذه الضجة.

١- أما الزاوية الأولى فيقول الله تعالى:

{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ، وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} ١.

لقد كان المشركون في معرض العناد واللجاج يزعمون أن الله لم يرسل رسولا من البشر, ولم ينزل كتابا يوحى به إلى البشر بينما كان إلى جوار هؤلاء المشركين أهل الكتاب من اليهود الذين يتعاملون معهم


١ الآيتان ٩١، ٩٢ من سورة الأنعام.

<<  <   >  >>