للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنْذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ، وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ، وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ، وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} ١.

فأوجز الله فيها تزيكة لحاله، وأساسا لدعوته.

{وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} استمر على ما أعددناك به من الكمال النفسي الفذ الذي هيأناك به للرسالة.

{وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} استمر على ما أودعناكه من السلوك السامي الذي درجت عليه من الصغر وشرحنا لك به صدرك.

{وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} بلغ دين الله دون النظر إلى متاع دنيوي فقد وجدناك عائلا فأغنيناك.

{وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} أساس تبليغ دعوتك هو الصبر على أذى البشر إرضاء لوجه الله، فهل كان ذلك تبليغ مستندا على أسس وقواعد؟

أو كان مستندا فقط على العون الإلهي بالمعجزات؟

نعم، إن كل حركة في الوجود حتى طرفة العين وخلجة النفس تسيرها إرادة الله جل شأنه.

ولكن هل كانت الدعوة الإسلامية في مكة تعمل دون مناهج؟

لقد كانت الدعوة الإسلامية في مكة تعمل في داخل مجتمع بشري له تقاليده وعاداته وأنظمته وتفكيره، فهل واجهت الدعوة الإسلامية هذا المجتمع بقوة المعجزات التي تقهر العقل فقط؟


١ الآيات رقم ١-٦ من سورة المدثر.

<<  <   >  >>