للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآياتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ} ١.

{بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآياتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ} ٢.

وبهذا ثبت أن القرآن وحي من عند الله وبهذا أيضا ثبت أن محمدًا رسول الله حقا وصدقا.

يقول ابن خلدون: في الغالب تقع الخوارق مغايرة للوحي الذي يتلقاه النبي، ويأتي بالمعجزة شاهدة بصدقه، والقرآن هو نفسه الوحي، وهو الخارق المعجز، فشاهده في عينه لا يفتقر إلى دليل مغاير له كسائر المعجزات مع الوحي، فهو أوضح دلالة لاتحاد الدليل والمدلول فيه، وهذا معنى قوله -صلى الله عليه وسلم: "ما من نبي من الأنبياء إلا وأوتي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا يوحى إلي، فأنا أرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة".

يشير إلى أن المعجزات متى كانت بهذه المثابة في الوضوح وقوة الدلالة وهو كونها نفس الوحي كان الصدق لها أكثر لوضوحها، فكثر المصدق المؤمن وهو التابع والأمة. ا. هـ٣.

وأنا أشهد أن محمدًا حقا وصدقا رسول الله، وأن القرآن كتاب الله أوحي إليه ليكون للعالمين مبشرا ونذيرا.


١ الآية رقم ٤٧ من سورة العنكبوت.
٢ الآية رقم ٤٩ من سورة العنكبوت.
٣ مقدمة ابن خلدون ج١ ص٣٥١.

<<  <   >  >>