يتقاسمها المتصارعان عليها من أرباب الملكية وعمال الصناعة أو من الغني المرابي والفقير المضطر، إنه نظام عقيم لا يلد، وهو نظام لا يحترم أخوة ولا عطفا ولا إنسانية، فهو نظام فاسد من كل وجه قل أو كثر، إنه عقيم رديء لا بركة فيه ولا خير.
ومنذ العهد المكي والقرآن يحاول بطريقته الهادئة الرقيقة أن يحث الناس بأن طريق الربا طريق فاشل غير مرغوب فيه دينيا من الله سبحانه وتعالى، كأسلوب تتعامل به الجماعة الإسلامية وجاءت آية الروم تنفي في صراحة أن الربا مرضي عنه من الله تعالى، يقول الله تعالى:
فنفت الآية الكريمة أسلوب التعامل الربوي كنظام لتنمية المال ووضعت بديلا مباركا هو الزكاة فإن العقيدة التي ما زالت حارة في نفوس القوم تحملهم على إدراك أبعاد {وَجْهَ اللَّهِ} إنه غايتهم القصوى وأمنيتهم العزيزة ورجاؤهم الفريد, وما دامت الزكاة هي التي ستقربهم من غايتهم وأملهم ورجائهم, فكم تكون فرحتهم وكم يكون تسارعهم إلى الامتثال؟
وكذلك كم يكون بغضهم للربا وكرههم للمرابين؟
وبذلك تتهيأ النفوس المؤمنة الصادقة لاستقبال خطوات الحكم الحازم الأخير في الربا وهي مستسلمة راضية قريرة العين مطمئنة الفؤاد، قوية الاعتقاد والثقة والطمأنينة بالله العلي العظيم.