للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخضوع للإبليسية لا بد من جو صافي هادئ, أناسه أبرياء من أمراض أهل مكة عسى أن تقدم الدعوة به دليلا عمليا على اتساقها وانسجامها مع طبيعة البشر كأصل أصيل؛ لسعادة الناس في الدنيا والآخرة.

ولهذا جاءت آيات مكية ترشح لهذه النقلة إذ يأذن الله لرسوله الكريم يقول الله تعالى:

١- {فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ} ١.

يعني المهاجرين والأنصار وأتباعهم إلى يوم القيامة٢.

قال الآلوسي: والمراد بهم على ما أخرجه ابن جرير وغيره عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وعبد بن حميد عن سعد بن المسيب, أهل المدينة من الأنصار٣ وفي الطبري عن ابن عباس:

{فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ} يعني أهل مكة، يقول: إن يكفروا بالقرآن {فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ} يعني أهل المدينة والأنصار٤.

٢- {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ} ٥.

قال ابن كثير: هذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين بالهجرة من البلد الذي لا يقدرون فيه على إقامة الدين إلى أرض الله الواسعة


١ من الآية رقم ٨٩ من سورة الأنعام.
٢ تفسير ابن كثير ج٢ ص١٥٠.
٣ تفسير الطبري ج٧ ص٢١٦.
٤ تفسير الطبري ج٧ ص٢٦٤.
٥ الآية رقم ٥٦ من سورة العنكبوت.

<<  <   >  >>