للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حيث يمكن إقامة الدين بأن يوحدوا الله, ويعبدوه كما أمرهم وعبارات الآية الكريمة تمسح هاجس الأسى عن نفوس المسلمين, ففي مفارقة الوطن وحشة١. ومن هنا تمس ألفاظ الآية الكريمة قلوب الجماعة الإسلامية بهذا النداء الحبيب {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا} , ثم تمليها مرة أخرى بهذا الأمل المشرق {إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ} وما دامت كلها أرض الله, فإن أحب بقعة منها إلى نفس المؤمن هي البقعة التي يجد فيها السعة لعبادة الله وحده دون سواه٢.

٣- {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} ٣.

قال مجاهد: فهاجروا فيها وجاهدوا واعتزلوا الأوثان.

قال الطبري: يقول الله تعالى جل ذكره: وأرض الله فسيحة واسعة فهاجروا من أرض الشرك إلى دار الإسلام، ثم روي عن مجاهد قوله: فهاجروا واعتزلوا الأوثان٤.

فبات في ذهن الجماعة الإسلامية أنها بعد اكتمال فترتها التدريبية في مكة سوف تنقل إلى أرض واسعة فسيحة تحقق فيها العبودية


١ تفسير ابن كثير ج٣ ص٤١٩.
٢ في ظلال القرآن ج٢١ ص٤١.
٣ الآية رقم ١٠ من سورة الزمر.
٤ تفسير الطبري ج٢٣ ص٢٠٣.

<<  <   >  >>