للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واللحوق بإخوانهم من الأنصار وقال: إن الله عز وجل قد جعل لكم إخوانا ودارا تأمنون بها فخرجوا أرسالا وأقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة ينتظر أن يأذن له ربه في الخروج من مكة والهجرة إلى المدينة١.

وكان قد انطلق أبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، مهاجرا إلى المدينة قبل بيعة العقبة بسنة ثم عاد إلى مكة فآذته قريش, فكان أول من نفذ أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة إلى المدينة، ثم هاجر عامر بن ربيعة خليف بن عدي, ومعه امرأته ليلى ابنة أبي حشمة, قال ابن سعد: فهي أول ظعينة قدمت المدينة, ثم قدم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرسالا فنزلوا على الأنصار في دورهم وآووهم وآسوهم٢.

لقد سلمت الكتبية الأولى وانتقلت من جو الجاهلية المتعجرفة إلى جو الأخوة الفسيحة صدرا وكرما وإيمانا وحبا وإيثارا إلى جو الذين يحبون من هاجر إليهم ويؤثرون على أنفسهم إخوانهم, ولو كان بهم خصاصة وخلت مكة إلا من القيادة التي تنتظر الإذن لها بالرحيل, ففي البخاري:

وتجهز أبو بكر قبل المدينة, فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "على رسلك, فإني أرجو أن يؤذن لي". فقال أبو بكر: وهل ترجو


١ السيرة لابن هشام ج١ ص٤٦٨، راجع المواهب ج١ ص٣١٨ السيرة لابن كثير ج٢ ص٢١٥, الطبقات الكبرى ج١ ص٢٢٦.
٢ السيرة لابن كثير ج٢ ص٢١٥, الكامل في التاريخ ج٢ ص١٠١, الطبقات ج١ ص٢٢٦, السيرة لابن هشام ج١ ص٤٦٨-٤٧٠, الدرر ص٨١.

<<  <   >  >>