للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان عليهم كذلك أن يضعوا في قائمة المشاورة قول الله تعالى: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} ١.

ولكن الحمق والضلالة والتهريج والعمه الذي ران على قلوبهم وأفئدتهم, والوقر الذي أصم آذانهم دوخهم, فغلى دم الحقد والبغضاء في عقولهم فحاصوا حيصة إبليسية زكاها الشيطان بوسواسه اللعين, وحضرها بشبحه الكاذب ودخل معهم في "زق الخمر", وكان في المجلس عتبة بن ربيعة، وأبو سفيان والنضر بن الحارث، وأبو جهل ابن هشام, وأمية بن خلف، لقد اجتمع الزعماء والقادة الذين يمثلون النظام الأرضي بكل طينيته وإبليسيته وكانت المحادثات تدور حول: "ما نأمن على الوثوب علينا فيمن قد اتبعه من غيرنا".

وطالت صياحاتهم وهياجهم وصخبهم, ثم قال لهم الشيخ الإبليسي, قال أبو جهل الذي يمثل الجهالة الجاهلية في كل عصر وحين: "نأخذ من كل قبيلة فتى شابا جليدا نسيبا وسيطا فتيا, ثم نعطي كل فتى منهم سيفا صارما, ثم يعمدوا إليه فيضربوه ضربة رجل واحد, فيقتلوه, فنستريح منه, فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعا, فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعا"٢.


١ الآية رقم ٤٥ من سورة النصر.
٢ السيرة لابن هشام ج١ ص٤٨١، ٤٨٢, المواهب ج١ ص٣٢١، ٣٢٢ الكامل في التاريخ ج٢ ص١٠٢, الطبقات الكبرى ج١ ص٢٢٧ السيرة لابن كثير ج٢ ص٢٢٩, الحلبية ج٢ ص٢٨ الدرر ص٨٥, تاريخ الطبري ج٢ ص٣٧١، ٣٧٢, الروض الأنف ج٤ ص٢٠١.

<<  <   >  >>