ورضي القوم, وبارك إبليس المعية أبو جهل, وتفرق القوم وهم على ذلك مجمعون، والله أعلم بما يبيتون، لقد أحكم الجاهليون خطتهم: أحكموها متجاهلين ما توعدوا به أنفسهم من قبل، أحكموها في غفلة من ضميرهم الذي يثق أن محمدا لرسول الله, أحكموها وهم في غفلة مما عقلوها سالفا، أنه قد جاءهم بالذبح، لقد أحكموا الخطة والله من ورائهم محيط, وجاء سيدنا جبريل وقال: لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي تبيت عليه, وفي عتمة الليل اجتمعت الثورة الجاهلية على الباب يرصدون متى ينام؟ فيثبون عليه، إنهم لا يقدرون على مواجهته يقظا, وظنوا أنهم يقدرون على مواجهته نائما, فهم لهذا يرصدون متى ينام, ونام "علي" في وسط هذا الجو الذي يملأ مكة رعبا، وتسجى ببردي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأخضر١ الحضرمي, لقد تسجى بالحماية والستر والرعاية والأمان, وهو في طمأنينة مستقرة, وفؤاد أجل استقرارا من الطود العظيم.
لقد نام "علي" وهو يتدثر الإيمان في قلبه ويتسجى ببردي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والشباب محيط بالدار يتدثر قلبه بالغيظ والحنق والكراهية ويتوثب بالسيف الصارم, وفي هذا الجو ينفتح الباب, ويخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يتلو: