للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ، إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ، وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ} ١.

وحصبهم بالتراب, فلم يبق فيهم رجل جليد نسيب وسيط في قوم أبي جهل وأتباعه إلا وضع على رأسه ترابا وناموا أو داخوا أو شلوا أو مسخوا.

لقد سحبت قوتهم وعميت عيونهم حتى جاءهم آت ممن لم يكن معهم فقال لهم ما تنتظرون؟ قالوا: محمدا. قال: خيبكم الله، قد والله خرج عليكم محمد ثم ما ترك منكم رجلا إلا وقد وضع على رأسه ترابا وانطلق لحاجته٢.

هذه هي نتيجة القرار البرلماني الأرضي الذي يستمد نظامه من الطين حبات حصى نثرها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على رءوس الجيش الفتى الذي جاء لينفذ قرار التنظيم الأرضي.

ويسلم "علي" من المؤامرة ويبقى في مكة ليصفي بقيات العلاقات ويؤدي الأمانات التي كان يحفظها الجاهليون عند محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليقينهم أنه وحده الأمين الصادق٣.


١ راجع السيرة لابن هشام ج١ ص٤٨٢ والآيات من رقم ١-٩ من سورة يس.
٢ السيرة لابن هشام ج١ ص٤٨٣ راجع الحلبية ج٢ ص٢٩، ٣٠, السيرة لابن كثير ج٢ ص٢٣٠, الطبقات الكبرى ج١ ص٢٢٨ المواهب ج١ ص٣٢٣ تاريخ الطبري ج٢ ص٣٧٣.
٣ تاريخ الطبري ج٢ ص٣٨٢ الكامل في التاريخ ج٢ ص١٠٣.

<<  <   >  >>