للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حقده فلا يهدأ حتى ينسكب على الأرض هدر, فأعلنوا جائزة مالية كبرى لمن يأتي بالركب أسيرا أو قتيلا١، وتظهر عندئذ الأنانية وحب الذات، وتضيع قيمة الرأي العام وتتلاشى قيمة القرار البرلماني الذي اتفق عليه في "زق الخمر", فلم يكن المهم الآن هو تنفيذ القرار ولكن المهم الأسمى هو الحصول على المنحة "مائة ناقة" رأسمال كبير في صحراء قاحلة, فيا لها من صفقة يسيل لها لعاب الماديين, ويأتي رجل يقول: والله لقد رأيت ركبة ثلاثة مروا علي آنفا، إني لآراهم محمدا وأصحابه, ولكن سراقة يريد أن يحظى وحده بالمنحة الكبيرة فيومئ بعينيه للمتكلم: "أن اسكت"، ويوهم على القوم ويمتطي جواده ويريد أن يلحق بالركب الذي تحفه رعاية الله وتحرسه الملائكة وتغشاه الرحمة وتنزل عليه السكينة وتسخر له جنود السموات والأرض ليكون في الأمن والطمأنينة والأنس بالله.

وعلى بركة الله, وعلى نور منه, وهدى وصراط مستقيم ينطلق الركب النبوي المهاجر إلى الله.

النبي الرسول الخاتم رحمة الله للعالمين جميعا.

والصديق الصديق السابق.

وعامر بن فهيرة الحادي للركب الأمين.


١ راجع التاج الجامع ج٣ ص٢٦٧.

<<  <   >  >>