اتخذت الدعوة وسائل خاصة لتبليغ الدعوة المقابلة الشخصية: المؤتمر المؤقت والمؤتمرات الدورية والجماعة الثنائية ... إلخ. أو المناظرة, فسبقت بهذا جميع نظريات علم خدمة الجماعة في العصر الحديث, فلم يبق لعلماء هذه الدراسات فخر يزهون به على علماء الدين.
اتخذت الدعوة أسلوبا خاصا في استخدام وسائل التبليغ حسب معادن الناس أو حسب ظروف الشخص الواحد وهي:
الحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن.
فعمدت بذلك إلى تربية جميع مشاعر الفرد وشملت نواحيه الفكرية والوجدانية كما أصابت في استخدام بعض هذه الأساليب في مخاطبة بعض الناس، حسب درجاتهم ومعادنهم فكرا ووجدانا, فكانت أول دعوة تحترم كرامة الإنسان وتقدر فيه أنواع مستوياته.
أظهرت مراحل تبليغ الدعوة أن الكفار جابهوها لأسباب قومية وشخصية مع اعترافهم بالرسالة والنبوة, فدل ذلك على أن الدعوة حق في ذاتها, وأن طلبهم المعجزات تعنت وإسراف في الجدل العابث.
ولهذا لم يوافق القرآن الكريم على الاستجابة لما طلبه الكافرون من معجزات مادية كتعلة للدخول في الإسلام؛ لأنهم يعرفون الحق كما يعرفون أبناءهم.
اتخذت المجابهة للدعوة جميع أصناف التنكيل والتعذيب, ومع هذا فقد اتخذت الدعوة سبيلها إلى الحبشة وإلى أسلم، وغفار، ودوس, ونجران, ثم إلى يثرب "طيبة".