للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنه في حاجة إلى عون من ربه الحق الذي يجده فطرته ويدركه بوجدانه ووعيه.

فلما رأى الشمس بازغة وهي أكبر من القمر قال: هذا ربي هذا أكبر، فلما لحقها عنصر العدم وأفلت تبرأ من كل كوكب وقال: {يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} .

إنها التجربة الثالثة مع أضخم الأجرام المنظورة وأشدها حرارة وشعاعا يراها سيدنا إبراهيم بفطرته هذه المرة ويرقب تحركها فوجدها تغيب فيعلنها: {يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} .

{إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} .

لقد تم الاتصال الطبيعي بين الفطرة الصادقة الخالصة، والإله الحق وغمر نور الحقيقة قلب سيدنا إبراهيم حتى فاض على العقل والوعي والمشاعر فوجد ربه في إدراكه ووعيه كما هو في فطرته، الذي فطر السماوات والأرض، ليس هو الكوكب اللامع، ولا القمر الساطع ولا الشمس الوهاجة إنما هو الله الذي خلق السماوات والأرض وعندئذ فقد حقت الفاصلة الكاملة بينه وبين قومه فتبرأ مما يعبدون وتوجه إلى الدين الحنيف الذي لا ينحرف أبدا إلى شرك فأعلنها في يقين جازم، {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا

<<  <   >  >>