وهي إجابة تتفق مع مستوى عقولهم لا كذب فيها ولا افتراء وإنما هي إجابة متهكم يوجههم إلى العبث في وصف أكوام الحجارة والخشب بآلهة، ويريد أن ينبههم إلى أن هذه التماثيل لا تدري من حطمها أهو أنا أم هو هذا الصنم الكبير الذي ما زال باقيا؟
وأنتم كذلك مثل هذه الأصنام لا تدرون هل أنا الذي حطمها أم كبيرهم، فإذا كان الإله هو مصدر المعرفة والحق فاسألوهم هم لا تسألوني أنا.
وكأنما ومضة نور قد سطعت في غياهب ظلمات قلوبهم فتدبروا جواب سيدنا إبراهيم.
فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا:{إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ} ، لماذا تحكمون بالظلم على الفاعل قبل أن تتأكدوا منه ومن فعلته؟ ولماذا تظلمون إبراهيم؟ ١
ولكن الظلام الدامس يذيب هذه الومضة في غياهبه المتراكمة فينتكسون.