للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وناقشهم بالحسنى ليوقظ قلوبهم الغافلة ويستجيش أفئدتهم المتبلدة.

{هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ} .

{أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ} .

فأقل ما يتوفر في الإله الذي يعبد أن يكون سميعا أو له سمع على أقل تقدير يكون على مستوى من الحياة مثل الذي يعبد, فهل تسمع أصنامكم؟

ويعترفون بأن أصنامهم صماء, ويتعللون بأنهم وجدوا آباءهم كذلك يعبدون.

يقول الآلوسي:

فكأنهم قالوا: لا يسمعون ولا ينفعوننا ولا يضرون وإنما وجدنا آباءنا يفعلون مثل فعلنا ويعبدونهم مثل عبادتنا فاقتدينا بهم١.

فهم إذًا لا يملكون حجة وجوابهم مخجل، قالوا: {بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} فهو الإشراك في كل زمن في مكة أو فيما قبلها لا يملكون جوابا حريا بالاحترام, ولا يخجلون من كشف عورة عقولهم وتعفنها بارتباطها بما فعل الأولون المنحرفون على غير هدى أو بصيرة.

وأمام هذا التحجر العقلي والخيبة النفسية التي لا يرجى إصلاحها لم يسع سيدنا إبراهيم إلا أن يعلن في حزم:

{قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ، أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ، فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ} .


١ تفسير روح المعاني ج١٩ ص٨٥.

<<  <   >  >>