للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالى كل شيء هو في مقام الأنعام والأفضال. "يطعمني, ويسقيني, ويشفيني".

وتأدب مع ربه فنسب المرض إلى نفسه. {وَإِذَا مَرِضْتُ} ذلك هو أمر إبراهيم جد العرب الذي يفتخرون بالنسب إليه ويدعون زورا أنهم على ملته.

{وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ} ، فالله الحق هو الذي يملك الموت والحياة وهذا أصل من أصول العقيدة وهو الإيمان بالبعث.

كذلك عرف إبراهيم ربه حق المعرفة وما كان يطمع إلا في:

{وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ} .

إنه الشعور بالربوبية وإدراك جلالتها وسلطانها وأية خطيئة لإبراهيم؟

ولكنه لا يبرئ نفسه لأنه في مقام دون مقام الربوبية وإن كان نبيا معصوما.

إنه للأدب والحياء الذي تحلى به إبراهيم وهو شعور التقوى وشعور التحرج وشعور التقدير لنعمة الله تعالى وإدراك أن عمل العبد ضئيل جدا إذا قوبل بإنعام الله وإفضاله {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا} .

وهكذا يجمع سيدنا إبراهيم عناصر العقيدة الصحيحة:

توحيد الله رب العالمين.

<<  <   >  >>