للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وشاعت هذه الفرية وروج لها أعداء الإِسلام فانتشرف انتشارًا كبيرًا" (١).

فهذه صورة من الصور التي يستعملها أعداء الإِسلام لكي يبعدوا ويصدوا الناس عن هذا الدين، ولكن هيهات هيهات أن يصيبوه بسوء، وقد تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظه {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (٩)} [الحجر: ٩].

أما الأسباب التي أدّت إلى عدم وصول الدعوة إلى هؤلاء الأقوام والجماعات فيمكن أن نرجعها إلى الأمور التالية:

أولًا: تفريط عامة المسلمين في تبليغ الدعوة الإِسلامية، وتقاعسهم عن أداء هذه المهمة الجليلة التي هي مهمة الأنبياء والمرسلين، وانشغالهم في سفاسف الأمور التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وتعلقهم بالدنيا وزخارفها بترك هذا الواجب العظيم.

ثانيًا: إن العالم بمساحاته الواسعة وأفكاره المتشتتة واختلاف أجناس الناس فيه؛ له الأثر في عدم وصول الدعوة إلى هذه المجموعات البشرية. فاللغة واللسان لهما الأثر الكبير في تبليغ الدعوة إلى الناس، فهذه في الواقع عقبة كبيرة تقف أمام الدعاة لانعدام وسيلة التفاهم بين الداعي والمدعو غالبًا.

ثالثًا: وهناك سبب آخر وهو باعتقادي السبب الرئيسي في هذه المشكلة في عدم وصول الدعوة إلى هذه الجماعات، وهو تفرق المسلمين دويلات صغيرة وعدم انضمامهم تحت لواء خلافة إسلامية، وعدم تحكيم شرع الله سبحانه وتعالى. كل هذا أنساهم الواجب الذي عليهم ألا وهو الدعوة إلى الله.


(١) الإِسلام في إفريقيا الوسطى ص ٣٥ - إبراهيم النعمة.

<<  <   >  >>