للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بالمعروف والنهي عن المنكر، ورأسها الدعوة إلى الإِسلام والقتال عليه. وليس من شرط الأمر بالمعروف أن يكون عدلًا عند أهل السنة، لأن العدالة محصورة في القليل من الخلق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عام في جميع الناس (١).

هنا يتقرر أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض على كل مسلم ومسلمة من هذه الأمة كل بحسب حاله ومقدرته، والعلماء هم ورثة الأنبياء؛ عليهم النصيب الكبير بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٠٨)} [يوسف: ١٠٨].

قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: يقول الله سبحانه وتعالى لرسوله - صلى الله عليه وسلم - آمرًا له أن يخبر الناس أن هذه سبيله وطريقته ومسلكه وسنته، وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله لا شريك له، يدعو بها إلى الله على بصيرة من ذلك ويقين، وبرهان عقلي وشرعي (٢).

إن من اللوازم الضرورية لإِيمان المسلم أن يدعو إلى الله، فإذا تخلّف عن الدعوة دلّ تخلُّفه هذا عن وجود نقص في إيمانه يجب تداركه بالقيام بهذا الواجب (٣)، وإذا كان المسلم لا يقوم بهذا الواجب فمَن يقوم به إذًا؟!.

إنما الواجب على كل مسلم أن يقف على ثغر من ثغور الإِسلام، وترك العمل للدعوة الإِسلامية يفتح علينا ثغرة كبيرة، وبالتالي تكون المسؤولية كبيرة والعاقبة وخيمة.

ونرى شيخ الإِسلام ابن تيمية عندما سئل عن قوله تعالى: {قل هذه سبيلي} [يوسف: ١٠٨] فيقول الدعوة واجبة على كل من اتبع هذا


(١) القرطبي ٤/ ٤٧.
(٢) تفسير القرآن العظيم ٢/ ٢٩٦ - ابن كثير.
(٣) أصول الدعوة ص ٣٠٠ عبد الكريم زيدان.

<<  <   >  >>