الدعوة، ثم أهمية الأحكام المترتبة على من لم تبلغهم الدعوة.
وأهمية هذا الموضوع أنّ أناسًا كثيرين في إفريقيا وآسيا والدول الأوروبية لم تصلهم دعوة الإِسلام، وكثير من المسلمين الذين أسلموا في أمريكا يتحدثون عن سماعهم بالإِسلام مصادفة أو في فترة متأخرة، وذلك لأسباب كثيرة، منها:
- تقصير المسلمين في تبليغ دعوتهم للناس واستغلال الوسائل التي أتاحتها الحضارة المعاصرة والتي يستغلها المبشرون في هدم الإِسلام وتنصير المسلمين.
- ومنها ضعف إمكانات المنظمات والأجهزة والجمعيات التي تعمل في مجال الدعوة الإِسلامية لإِحجام المسلمين عن بذل أموالهم وإمكاناتهم في سبيل الدعوة إلى الله إلا من رحم الله، إضافة إلى أن المسيحية لها دولة في العالم تعمل لها وتنشرها, ولها دول تساندها وأجهزة تقويها ورؤوس أموال ضخمة تستثمر وتوجَّه لها، والإِسلام في حاجة إلى دول تساند، وحكومات تخلص، وأثرياء يسخون، ودعاة يتجرّدون إلى الله ويعملون لنشر دينه ومُثُله وتعاليمه ومنهجه الذي ارتضاه لعباده.
- ومنها محاربة قوى الكفر مجتمعة للإِسلام والمسلمين وتسخير إعلامهم وأقلامهم، وأموالهم وجيوشهم دون وصول الإِسلام إلى أممٍ وشعوب لو علمت بالإِسلام لآمنت به واتخذته نظامًا لحياتها ومنهجًا لوجودها.
- ومنها تفرُّق المسلمين واختلاف كلمتهم وتباين أفكارهم ومناهجهم، وابتعادهم عن دينهم ونبذهم شريعة ربهم، إضافة إلى ابتعادهم عن جعل الإِسلام نظامًا لحياتهم ونشره بين شعوبهم ليكون نبراس حياتهم ومجتمع كلمتهم وتوحُّد دولهم في دولة واحدة.
وقد قسم الباحث بحثه إلى مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة، وقد فصّل