للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أدلتهم:

استدل هؤلاء الأئمة على ما ذهبوا إليه بما يلي:

١ - الحديث الذي أورده أحمد (١) في مسنده عن الأسود بن سريع (٢)، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أربعة يحتجون يوم القيامة، رجل لا يسمع شيئًا، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في الفترة. فأما الأصم فيقول: رَبِّ، قد جاء الإِسلام وما أسمع شيئًا، وأما الأحمق فيقول: رب، قد جاء الإِسلام والصبيان يحذفونني بالبعر، وأما الهرم فيقول: لقد جاء الإِسلام وما أعقل شيئًا، وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب، ما أتاني كتاب ولا رسول، فيأخذ مواثيقهم ليطيعنّه، فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردًا وسلامًا" (٣).

٢ - الحديث الذي يرويه أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يؤتى بأربعة يوم القيامة، بالمولود وبالمعتوه وبمن مات في الفترة وبالشيخ الفاني، كلهم يتكلم بحجته، فيقول الرب تبارك وتعالى لعنق من النار ابرزي، فيقول لهم: إني كنت أبعث إلى عبادي رسلًا من أنفسهم وإني رسول نفسي إليكم، قال: ويقول لهم ادخلوا هذه، ويقول من كتب عليه الشقاء: أنى ندخلها ومنها كنا نفر؟! فيقول الله: فأنتم لرسلي أشد تكذيبًا. قال: وأما من كتب عليه السعادة فيمضي فيقتحم فيها، فيدخل


(١) هو الإمام أحمد بن حنبل الشيباني المروزي البغدادي، شيخ الإسلام، ولد سنة ١٦٤ هـ وقال عنه الشافعي: خرجت من بغداد فما خلفت رجلًا أعلم ولا أفضل من أحمد بن حنبل، توفي رحمه الله سنة ٢٤١ هـ. انظر (تذكرة الحفاظ الذهبي -٢: ٤٣١).
(٢) هو الأسود بن سريع التميمي، كان شاعرًا وكان في أول الإِسلام قصاصًا، توفي في عهد معاوية، وقيل مات سنة ٤٢ هـ. انظر (الإِصابة -ابن حجر- ١: ٢٤).
(٣) رواه الطبراني بنحوه، وذكر بعده إسنادًا إلى أبي هريرة قائلًا بمثل هذا الحديث غير أنه قال في آخره "فمن دخلها كانت عليه بردًا وسلامًا ومن لم يدخلها سحب إليها" هذا لفظ أحمد ورجاله من طريق الأسود بن سريع وأبي هريرة رجال الصحيح -انظر (مجمع الزوائد -للهيثمي- ٧: ٢١٦).

<<  <   >  >>