للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

هؤلاء الجنة وهؤلاء إلى النار" (١).

٣ - عن أبي سعيد الخدري (٢) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يؤتى بالهالك في الفترة والمعتوه والمولود، فيقول الهالك في الفترة: لم يأتني كتاب ولا رسول، ويقول المعتوه: أي رب، لم تجعل لي عقلًا أعقل به خيرًا ولا شرًا، ويقول المولود: لم أدرك العمل قال: فيرفع لهم النار فيقال، رِدوها، أو قال: ادخلوها. فيدخلها من كان في علم الله سعيدًا أن لو أدرك العمل، قال: ويمسك عنها من كان في علم الله شقيًا أن لو أدرك العمل، فيقول الله تبارك وتعالى: "إياي عصيتم، فكيف برسلي بالغيب؟ " (٣).

٤ - عن معاذ بن جبل (٤) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يؤتى يوم القيامة بالممسوخ عقلًا وبالهالك في الفترة وبالهالك صغيرًا، فيقول الممسوخ عقلًا: يا رب، لو آتيتني عقلًا ما كان من آتيته عقلًا بأسعد مني، ويقول الهالك بالفترة: يا رب، لو أتاني منك عهد ما كان من أتاه عهد بأسعد بعبده مني، ويقول الهالك صغيرًا: لو آتيتني عمرًا ما كان من آتيته عمرًا بأسعد مني. فيقول الرب إن آمركم بأمر فتطيعوني؟ فيقولون: نعم وعزتك، فيقول اذهبوا إلى النار. فلو دخلوها ما ضرتهم. فيخرج عليهم قوابس (٥) يظنون أنها أهلكت ما خلق الله من شيء، فيرجعون سراعًا فيقولون: خرجنا يا رب


(١) رواه أبو يعلى والبزار بنحوه، وفيه الليث بن أبي سليم وهو مدلس وبقية رجال أبي يعلى رجال الصحيح. انظر: (مجمع الزوائد -الهيثمي- ٧: ٢١٦).
(٢) هو أبو سعيد الخزرجي الأنصاري، كان من الحفاظ المكثرين وأخباره تشهد له، خرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة بني المصطلق وهو ابن خمس عشرة سنة، مات رحمه الله سنة أربع وسبعين هجرية، انظر (الاستيعاب -ابن عبد البر- ٤: ٨٩).
(٣) رواه البزار وفيه عطية وهو ضعيف وبقية رجاله رجال الصحيح، انظر (مجمع الزوائد -الهيثمي- ٧: ٢١٦).
(٤) هو معاذ بن جبل الأنصاري الخزرجي، الإِمام المقدم في علم الحلال والحرام، أرسله النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن وكتب إلى أهلها إني أرسلت إليكم خير أهلي، كانت وفاته بالطاعون بالشام سنة ١٧ هـ انظر (الإصابة ٣: ص).
(٥) قوابس جمع قبس وهي القطعة من النار.

<<  <   >  >>