للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

في الفترة والمجنون" (١).

ويقول الشيخ الشنقيطي: "والجمع بين الأدلة واجب متى ما أمكن بلا خلاف لأن إعمار الدليلين أولى من إلغاء أحدهما, ولا وجه للجمع إلا بهذا وهو القول بالعذر والامتحان" (٢).

التكليف في الآخرة:

تنبني على هذه المسألة -مسألة امتحان أهل الفترة في الآخرة- مسألة أخرى وهي: هل الآخرة دار تكليف أم لا؟.

للعلماء في هذه المسألة قولان:

الأول: ذهب كل من شيخ الإِسلام ابن تيمية (٣)، وتلميذه الإِمام العلامة ابن القيم (٤)، والإِمام ابن حجر العسقلاني (٥)، والإِمام ابن كثير (٦)، والإِمام أبو محمَّد بن حزم (٧)، وغيرهم من العلماء إلى إثبات التكليف في الآخرة وأن كون الآخرة دار جزاء لا يتنافى ذلك من أن يكون تكليف في عرصاتها.

الثاني: ذهب ابن عبد البر (٨) وجماعة من المالكية إلى أنه لا تكليف في الآخرة وأن الآخرة دار جزاء لا دار تكليف (٩).


(١) فتح الباري ج ٣ ص ٢٤٦ كتاب الجنائز باب ما قيل في أطفال المشركين.
(٢) مراقي أبي السعود ص ٨٨ الشيخ محمَّد أمين الشنقيطي.
(٣) مختصر الفتاوى المصرية ٦٤٦ ابن تيمية.
(٤) طريق الهجرتين ٦٩٥ ابن القيم.
(٥) فتح الباري ج ٣ ص ٤٨٦ ابن حجر.
(٦) تفسير القرآن العظيم ج ٣ ص ٣٥ ابن كثير.
(٧) الفصل في الملل والأهواء والنحل ابن حزم ج ٤ ص ٦٠.
(٨) هو ابن عبد البر أبو عمر يوسف بن عبد البر القرطبي، ولد سنة ٣١٨ هـ، وطلب العلم والحديث وافتتن به، وكان مع تقدمه بعلم الأثر وتبصره بالفقه فقد تولى قضاء لشبونه، له العديد من المصنفات منها الاستيعاب، التمهيد، توفي رحمه الله سنة ٤٦٣ هـ انظر (تذكرة الحفاظ للذهبي ج ٣ ص ١١٢٨).
(٩) تجريد التمهيد ٣٢٦ ابن عبد البر.

<<  <   >  >>