للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يقع في أحدهما ما يختص بالأخرى، فإن القبر أول منازل الآخرة وفيه ابتلاء وفتنة بالسؤال وغيره" (١).

أدلة الفريق الثاني القائلين بعدم التكليف:

أ- استدلوا بالعقل وبأنه ليس في وسع المكلف الدخول في النار لأن دخول النار من التكليف بالمحال (٢).

وقد أجاب الفريق الثاني على أدلة الفريق الأول القائلين بالتكليف بأن هذه الأدلة أدلة ضعيفة ولا يحتج بها (٣).

وقد رد الفريق الأول بأن هذه الأحاديث منها ما هو صحيح ومنها ما هو حسن ومنها ما هو ضعيف يتقوى بالحسن والصحيح، وإذا كانت أحاديث الباب الواحد متعاضدة متصلة على هذا النمط، فأدت الحجة عند الناظر فيها (٤).

قال ابن القيم: هذه الأحاديث يشد بعضها بعضًا وتشهد لها أصول الشرع وقواعده، والقول بمضمونها مذهب السلف (٥).

ويقول ابن حجر (٦): فقد ثبت بأحاديث صحيحة بأن الله سبحانه وتعالى يكلف عباده يوم القيامة في عرصات الآخرة، وأن التكليف في دار الدنيا، وأما ما يقع في القبر وفي الموقف فهي أثار ذلك التكليف (٧).


= المبتدعة، آية في استخراج الدقائق من الكتاب والسنة، له عديد من المصنفات لا تزال مخطوطة/ انظر (الأعلام ٢/ ٢٨٠).
(١) فتح الباري ١١/ ٤٥١.
(٢) تجريد التمهيد ص ٣٢٦ ابن عبد البر.
(٣) تجريد التمهيد ص ٣٢٦ ابن عبد البر.
(٤) تفسير القرآن العظيم ٣/ ٣١ - ابن كثير.
(٥) طريق الهجرتين ص ٦٩٤ - ابن القيم.
(٦) ابن حجر: هو شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي العسقلاني المصري الشافعي، ولد سنة ٧٧٣ هـ، كان أديبًا ثم طلب الحديث وبرع فيه، وقيل إنه شرب ماء زمزم ليصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ، له عديد من المصنفات/انظر (تذكرة الحفاظ ١/ ٣٨٠).
(٧) فتح الباري ١١/ ٤٥١ - ابن حجر.

<<  <   >  >>