للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- الإيمان:

معناه في اللغة:

قال ابن فارس: "للهمزة والميم والنون أصلان متقاربان، أحدهما الأمانة التي هي ضد الخيانة، ومعناها سكون القلب، والآخر التصديق، والمعنيان متدانيان ... وأما التصديق فقول الله تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا} [يوسف: ١٧] ، أي مصدق لنا"١.

وقال الأزهري: "وأما الإيمان: فهو مصدر آمن إيمانا فهو مؤمن، واتفق أهل العلم من اللغويين أن الإيمان معناه التصديق.."٢.

معناه شرعًا:

وأما الإيمان في خطاب الوحي فيطلق على الاعتقاد القلبي، والإقرار اللفظي، والعمل الحسي، امتثالًا للأوامر، واجتنابا للمناهي٣.

وهذا التعريف الاصطلاحي للإيمان مأخوذ من تعريف النبي صلى الله عليه وسلم للإيمان في حديث جبريل عليه السلام٤، وفيه: "فأخبرني عن الأيمان؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره"، وحديث وفد بني عبد القيس٥، وفيه: "هل تدرون ما الإيمان بالله؟ شهادة ألا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وأن تعطوا من المغنم الخمس"، حيث عرف الإيمان في الحديث الأول بالاعتقادات الباطنة، وفي الحديث الثاني بالأعمال الظاهرة، ثم صار الإيمان يطلق


١ معجم مقاييس اللغة لابن فارس "١/ ١٣٣-١٣٥".
٢ تهذيب اللغة للأزهري "١٥/ ٥١٠".
٣ انظر: اعتقاد أئمة الحديث للإسماعيلي "١/ ٦٤"، وعقيدة السلف أصحاب الحديث للصابوني ص٦٧، ولمعة الاعتقاد لابن قدامة ص٢٣، والعقيدة الواسطية لابن تيمية ص٣٩.
٤ رواه مسلم "٩" من حديث عمر رضي الله عنه.
٥ رواه البخاري "٧٠٠١"، ومسلم "٢٤" من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

<<  <   >  >>